25-سبتمبر-2016

تشهد مدنية حلب تصعيدا عسكريا من قوات النظام، لم تشهده المدينة منذ لحظة خروج أحيائها الشرقية عن سيطرته، مستخدما في قصفه أسلحة محرمة دوليا (Getty)

تشهد مدينة حلب منذ نحو يومين تقريبًا تصعيدًا عسكريًا من قوات النظام، وحلفائه الروس، لم تشهده المدينة منذ لحظة خروج أحيائها الشرقية عن سيطرته مستخدمًا شتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا، حيث استخدم النظام لأول مرة القنابل الارتجاجية، أو ما تعرف بمسمى "مدمرة الأرض"، قضت على عشرات المدنيين.

تشهد مدينة حلب تصعيدًا عسكريًا من قوات النظام، لم تشهده المدينة منذ لحظة خروج أحيائها الشرقية عن سيطرته، مستخدمًا في قصفه أسلحة محرمة دوليًا

وأمسى السكان المقيمون في الجزء الشرقي من المدينة، يوم السبت فقط، على مقتل أكثر من 100 مدني، بعد أن استهدفتهم مقاتلات النظامين السوري والروسي بعشرات الغارات الجوية، استخدمت فيها النابالم الحارق، والقنابل العنقودية، والصواريخ الفراغية، والقنابل الارتجاجية، والتي قصف بها القادة العراقيين إبان حرب الخليج الثانية لفعاليتها في اختراق الملاجئ.

اقرأ/ي أيضًا: انهيار التهدئة في سوريا

وبالتزامن مع الحملة الجوية التي يشنها النظام السوري، وقال عنها إنها تمهد لاقتحام الجزء الشرقي من ثاني أكبر المدن السورية، والمصنفة بحسب الأمم المتحدة "أكثر المدن خطرًا في العالم"، سيطرت ميليشيا "لواء القدس" الفلسطيني المقاتلة إلى جانب قوات النظام على "مخيم حندرات" في ريف حلب الشمال، قبل أن تتمكن فصائل المعارضة من استعادة السيطرة عليه.

وأعلنت "هيئة المفاوضات العليا" على لسان منسقها العام رياض حجاب، أمس السبت، رفضها لأي مبادرة وقف إطلاق نار، واصفًا إياها أنها "لم تعد مجدية"، فيما لا تزال الإدارة الأمريكية ملتزمة بإعادة إحيائها من جديد، رغم انقسام في الآراء بين واشنطن وموسكو، وهو ما أظهرته التصريحات المتوالية للمسؤولين الروس.

وأبرز هذه التصريحات جاء ممهورًا بكلام وزير الخارجية، سيرغي لافروف، مؤكدًا أن بلاده لن تنظر بجدية في طلبات وقف الطيران الروسي والسوري، والتي وصفها بـ"خطوات أحادية الجانب"، فيما لا تزال الإدارة الأمريكية تعيش حالة من التخبط، بعد ثمانية شهور من المباحثات مع موسكو عاجزة أمام ما يتعرض له المدنيون في حلب.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا ترامب هو مرشح الأحلام لداعش؟

وتقول تقارير تتناقلها وسائل إعلام غربية بشكل يومي، إن الإدارة الأمريكية تشهد صراعًا حادًا بين وزارتي الخارجية والدفاع، بعد رفض الأخيرة دعم المعارضة السورية، والتي وجدت في الأكراد حليفًا أساسيًا، وهنا يجب ألا ننسى حديث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تسليمهم شحنات أسلحة في مدينة "عين العرب/ كوباني".

ولا تزال المساعدات الأممية المرسلة للجزء الشرقي المحاصر من المدينة داخل الشاحنات، وسط تأكيدات المسؤولين الأمميين أن المواد الغذائية ستفسد إن لم تصل قبل يوم الاثنين 27 من الشهر الحالي إلى مستحقيها.

وتعيد الحملة الحالية على العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل أن تحرقها أسلحة النظام، ذكريات ما تعرضت له المدينة في منتصف نيسان/أبريل الفائت من قصف بالبراميل المتفجرة، حيث وصفت حينها بالأعنف، إلا أنها لم تكن مشابهة للحملة الآنية، والتي جاءت بعد اتفاق تهدئة "ماراثوني"، لكنه على عكس المتوقع، كان فترة نقاهة لقوات النظام، مثل أي هدنة سابقة.

ويظهر من ذلك أن الإدارة الأمريكية هذه المرة تعرضت لمهانة كبيرة، لكنها لن تستطيع الرد عليها، بعد أن كذب الروس بشكل سافر على الإدارة الأمريكية معللين ذلك باستهداف التحالف الدولي لمواقع النظام في "جبل الثردة" بدير الزور، وهذه الأخيرة محط خلاف كبير، تشير أن الإدارة الأمريكية بدأت تغرق في المستنقع الروسي.

ومع تصاعد المناشدات من داخل المدينة، التي قضى بها خلال اليومين الماضيين أكثر من 200 مدني، وأصيب العشرات، مع خروج معظم المراكز الطبية ومراكز الدفاع المدني عن الخدمة، أفاقت اليوم الأحد على جولة جديدة من الصراع مع الحياة، في دليل واضح على أن النظام السوري هذه المرة يستخدم سياسة الأرض المحروقة عله يجد سندًا في اقتحامها الذي فشل على مدى السنوات الثلاث الباقية.

وحتى لحظة إعداد التقرير عينه، قضى أكثر من عشرة مدنيين على الأقل نحبهم، بالتزامن مع احتدام المعارك في ريفها الشمالي بين فصائل المعارضة من طرف، وقوات النظام والميليشيات المقاتلة إلى جانبها من طرف ثاني، وتنظيم "الدولة الإسلامية" من طرف ثالث منفصل عن السابق، فيما دعت منظمة الأمم المتحدة لاجتماع طارئ مساء اليوم لمناقشة الهجمات العنيفة التي تتعرض لها المدينة.

اقرأ/ي أيضًا:

أشرف مروان..كيف تجاهلت إسرائيل جاسوسها الأثمن؟

ترامب يلحق بكلينتون في استطلاعات الرأي