25-فبراير-2016

محمد سيدة/ سوريا

1

الأسى

أنْ تزورَ أنقاضَ بيتكَ في الحُلم

وتعودَ منهُ دونَ أن يَعلقَ غبارهُ على يديكَ

 

2

الرِّقة

أن تسقي الأزهار الذابلة

في حديقةِ الجيران

لأن زهورَ بيتكَ ماتت جفافًا تحت القصف

 

3

المسافة

جغرافيا قهرٍ

تفصلُ مدينتين بينهما آلاف الأميال

في الأولى تركتَ ثيابكَ على حبلِ الغسيل

وفي الثانية تمدُّ يدكَ في الهواء

لتلتقط ثيابك من شرفة الأولى 

 

4

يدكَ العالقة على جرسِ بيتكَ القديم

من يُخبرها

"المنازل ليستْ لمن رحلوا عنها "

 

5

وحدهُ الماء

يعرفُ سبب بكاء الزهور

في شرفات المنازل السعيدة

تلك التي هجرناها

 

6

في الطريق لبيتكَ الجديد

ثمة شارع طويل للحنين

ستمشي فيه أبدًا

 

7

أن تلمسَ حديد الحافلة القاسي هنا

فتنمو نرجسة على المقبضِ الحديدي لبابِ بيتكَ هناكَ

تلك طريقةُ المنازل بالوفاء لأصحابها المُهجرين

 

8

تستيقظُ كل ليلة من منتصف نومكَ

صنبور المياه لا يزالُ ينقطُ بمطبخكَ القديم

 

9

الحياة لنْ تكون بهذا السوء

ستمنحكَ بيتًا جديدًا

لكن روحكَ ستبقى ذئبًا

يعوي كل ليلة

على أدراجِ بيتكَ القديم

 

10

وراء النافذة القديمة

صورتكَ تراقب تساقط المطر

شجرة الزان المُبللة تبكي

ولا أحد ينتبه لها

 

11

العتمة

تنمو في المنازل المهجورة

كعشبِ نيسان

ورغمها المكان مُضاء بالذكرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

قبل الثلاثين بقليل.. قبّلني

لأنّكَ معي أيُّها الحُبّ