30-أبريل-2016

احتجاجات أمام نقابة الصحافيين (محمود خالد/أ.ف.ب)

تحت عنوان "هل أصبحت الصحافة جريمة في مصر؟" رصد الباحث في برنامج حرية الإعلام، مصطفى شعث، تقريرًا مطولًا عن السنوات التي تلت ثورة الخامس والعشرين من يناير، متحدثًا عن أهم القضايا التي شغلت الرأي العام عن حرية الصحفيين. بدأ التقرير بوصف تفصيلي للوضع السياسي في مصر، والذي أدى إلى وقوع عدد من الجرائم في حق الصحفيين، الجرائم التي تنوعت بين القتل المباشر والاعتقال الاحتياطي لآجال مطولة دون توجيه التهم حتى الخطف.

من أهم القضايا التي شغلت الرأي العام المصري، قضية المصور الصحفي أبو زيد الشهير بـ"شوكان"، الذي لا يزال حتى اليوم مسجونًا دون تهمة أو محاكمة

اقرأ/ي أيضًا: حسام بهجت.. التهمة: صحفي

قضية شوكان نموذجًا

من أهم القضايا التي شغلت الرأي العام، وتستمر إلى حد الآن، هي قضية المصور الصحفي محمود أبو زيد الشهير بـ"شوكان". شوكان لا يزال حتى اليوم مسجونًا دون تهمة واضحة أو محاكمة، وفي وقائع القبض عليه يذكر المصور لويس جيمس، وهو مصور فرنسي وصديق شوكان، تفاصيل القبض على شوكان، يوم فض اعتصام رابعة، لجريدة "ذا ديلي نيوز إيجيبت"، فيقول إن "شوكان اختار موقعه بجوار الجيش لاعتقاده أن الوقوف في نفس الموقع سيجنبه المشاكل لكن سرعان ما حدث كر وفر، فقام الجيش بالقبض عشوائيًا على الأفراد ومن بينهم نحن، أي هو وشوكان، حيث تم القبض عليهم وتجريدهم من متعلقاتهم ووضعهم بالبوكس".

تم القبض على شوكان في الرابع عشر من آب/أغسطس عام 2013، ووفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية فقد تم القبض على شوكان وهو في شارع الطيران يلتقط صورًا لميدان رابعة العدوية، بينما كانت قوات الأمن تفرق المتظاهرين. يقول شوكان: "جردوني من كل شيء، كاميراتي، محفظتي، كارنيه الوكالة التي أعمل بها، ولم أكن وحدي كان معي صديقي المصور الفرنسي لويس جايمس ومراسل الديلي بيست مايك جيجليو، وتم نقلنا إلى الصالة المغطاة". لا يزال شوكان محبوسًا منذ ما يقارب ثلاث سنوات دون محاكمة حتى الآن.

اقرأ/ي أيضًا: عسكر مصر والعربي الجديد.. خوف الطغاة من الحريات

انتهاكات متجددة

في سياق متجدد، ورد في جريدة "البداية"، في عددها بتاريخ 29 نيسان/أبريل الحالي تسجيل أكثر من 44 حالة توقيف لصحفيين واقتحام منازلهم وإصدار أوامر بضبطهم وإحضارهم وذلك بعد أيام قليلة من تقرير "مراسلون بلا حدود"، الذي حلت فيه مصر في المركز 159 على مستوى العالم والمرتبة الـ14 عربيًا في حرية الصحافة للسنة 2015.

خلال السنوات الأخيرة، استخدم النظام حججًا كتهديد الأمن القومي ونشر أخبار كاذبة، واعتمدها تهمًا يوجهها إلى الصحفيين الذين ينتقدون النظام والرئيس. مؤخرًا، رصدت جريدة "البداية" اعتداء عدد من "البلطجية" على الزملاء الصحفيين، أثناء تغطيتهم جلسة استئناف تجديد حبس متظاهري "جمعة الأرض"، بمحيط محكمة جنوب القاهرة بزينهم، 19 نيسان/أبريل الماضي، حيث نشر سامح أبو الحسن، مصور جريدة "التحرير"، فيديو يوضح لحظة هجوم عدد من البلطجية على الصحفيين أمام المحكمة، وقال في شهادته المنشورة على مرصد "صحفيون ضد التعذيب" إن "عملية الاعتداء كانت منظمة"، مشيرًا إلى أن "البلطجية لم يعتدوا على أهالي المحتجزين، ولكن استهدفوا الصحفيين والمصورين المتواجدين بالمكان، خاصة "الصحفيات"، وقاموا بضربهن وتكسير معداتهن".

استخدم النظام المصري حججًا كتهديد الأمن القومي ونشر أخبار كاذبة، واعتمدها تهمًا يوجهها إلى الصحفيين الذين ينتقدون النظام والرئيس

الهجمة الأخيرة على الصحفيين بلغت ذروتها يوم الخامس والعشرين من نيسان/أبريل الماضي مع الدعوات للتظاهر ضد "بيع جزيرتي تيران وصنافير" وهو اليوم الذي وصفه وكيل نقابة الصحفيين خالد البلشي، بأنه "يوم أسود في تاريخ النقابة"، حيث حاول "بلطجية مدفوعون من الأمن" اقتحام المبنى واحتلاله وتم منع عشرات من الصحفيين من الدخول إلى نقابتهم رغم إبرازهم "للكارنيه النقابي". كما قامت قوات الأمن بمداهمة منازل كل من عمرو بدر، رئيس تحرير "بوابة يناير"، ومحمود السقا، المحرر بنفس الموقع فجرًا وسط فزع الأطفال والزوجات.

أما على مستوى الصحف، فقد رصدت لجنة الحريات بالنقابة عودة ظاهرة وقف طباعة الصحف ومصادرة الأعداد والتدخل في محتواها بالحذف أو التغيير من خلال جهات رقابة غير معلومة، وهو ما تكرر أكثر من مرة مع صحف "صوت الأمة" و"الصباح" و"المصريون" و"المصري اليوم"، إضافة إلى 4 مداهمات لمواقع إخبارية خلال عام 2015، هي "راديو حريتنا"، التابع لمركز الأندلس لدراسات التسامح، و"شبكة يقين الإخبارية"، وموقع "مصر العربية".

وحول أوضاع الصحفيين المحبوسين، رصد تقرير لجنة الحريات بالنقابة تعرض الصحفيين للتعذيب خلال فترة احتجازهم ومنع الملابس الشتوية عنهم ومنع الزيارات والأدوية، بينما تتعرض حياة كثير منهم للخطر بسبب تلك الممارسات، ومنهم هشام جعفر وهاني صلاح ويوسف شعبان. أما المشهد الأكثر بؤسًا فكان لزوجة المصور الصحفي عمر عبد المقصود، وهي متعكزة على وكيل النقابة خالد البلشي، لتساهم في الوقفة السلمية بفستان زفافها، احتجاجًا على اعتقال عمر قبل أيام من زفافهما. مشهد يلخص المرحلة وحالة الصحافة في مصر باختصار.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

لجان السيسي الإلكترونية.. هيا إلى الكذب!

يسقط السيستم