02-سبتمبر-2016

ديلوار عمر/ سوريا

لا يعنيني الأَمْرُ يا سيدة "شيكيبو"، 
كلُّ الأمرِ أننّي وحيدٌ هُنا في ذات الخَنْدَقِ مع النَّمْل، أتصافَحُ والرَّغبَةَ في طَرْدِ صديقٍ ملعونٍ راودهُ الشَّيطانُ فباتَ يُفَاخِرُ بصداقَةِ شعراءٍ سَفَلَة، 
أحاديثُ الثورةِ لَنْ تَنْفَعَ معكِ أيَّتُهَا السيدةُ الموقَّرة كمحكَمَةٍ، ولا الحديثُ الغبيُّ عن كوكو شانيل، 
لا يعنيني الأمْرُ، أُقْسِمُ لَكِ أنَّ الأمرَ هيِّنٌ.. اركليني ببساطة لأَخرُجَ كالمعتوه أو إنْ وَدَدتِ كالمطعونِ في أسفَلِهْ، 
الآَن.. نَقرَة خفيفَة على بطني ستجدينَهُ مُمْتَلِئًا بِماءِ الأسلافِ الحمقى.. 
استَرخي يا سيدتي "شيكيبو" استرخي. 
 
رسالة غير مرقّمة

السيَّدة "شيكيبو" نسيتِ مِحْفَظَتَكِ على الرفّْ، عادةً ما أُفْرِغُهُ لأشياءَ ساَذَجَة...
قلم روج لفتاةٍ عشرينيَّة... حمَّالَةُ صَدرٍ خاويَة... وربَّمَا صورةُ والدي كذلِك، 
لا تَفزعي وأنتِ تحاولينَ إنقاذَ مِحْفَظَتكِ أن تُبْصِري معرَفَةً قديمة، مَعْرِفَةً تَثِبُ إلى "ذهنِكِ غير المُتَّقِدْ".. على الإطلاقْ  
*

السيدَّةُ "شيكيبو" في هَذِهِ الصُّورة تَبدينَ مُرْهَقَةً، جائِعَةً ربَّمَا، لا أقْدِرُ إفادَتَكِ بهذا الخُصوصْ، 
 كُلَّ ما أستطيعُ فعلّهُ وما يجبُ عليَّ فعلهُ.. النُّصْحُ لَكِ: مَزِّقي الصَّورةَ واسترخي.
*

السَّيدَةُ "شيكيبو" هَجَرَها زوجُهَا، أغْلَقَ البابَ بقوّةٍ وهو يُتَمتِمُ أشياءَ عن الجِنسْ، كأنَّهُ تَفَوَّهَ عَنْكِ أَنَّكِ بارِدَةٌ وَوَقِحَة..  
*

السَّيدة ُ"شيكيبو" تَقْتَرِحُ على جاراتِها العانسات الزواجَ 
الزواج من الوِسَادَة أو أي عُنْصُرٍ آخَرَ جامِد 
الرِّجَالُ كالصَّراصير، لا فِعلَ لها غيرَ إحدَاثِ صَوتٍ غير مُسْتَحَبّ، لا يخرجُ عادةً إلا من المؤخِّرَةِ الكبيرَة.
"هكذا تقولُ السيدةُ شيكيبو"  
*

بِرَأفَةٍ تَحملُ السَّيدةُ "شيكيبو" صورَ الأطفَالْ، تتأفَّفُ أَوْ تَتَأَوَّهُ (لا فَرقْ) 
آهٍ يا زوجيَ الصَّرصورْ.  
*

السَّيدةُ "شيكيبو" لا تُحِبُّ الإناثَ اليَتيمَاتْ 
إنَّهُنَّ كالخِرَقِ البَاليَة.
*

- ماذا لو انهارت قطعة الحديد المُثبتة فوق رأسي؟
حتمًا ستنغرز في صدري العاري، ولكن أنا وحيدٌ في المنزل الذي لم يَرَ النور مُذ تهافتت ذكريات الوافدين إليها في الأرجاء الرخاميَّة، ليسَ مهمًّا، غير أنّ مشهد الدم وهو يسيلُ من فميَ نصف المفتوح سيغدو ذكرى باهتة، نقاط الدم على جدران الشرفة ستكونُ علامةً فوتوغرافيَّة، سيكتبون عني في الصحف: غادر مواطنٌ آخر ولكن ما من تفجيرٍ في المدينة!!

سأبقى ممدَّدًا حتّى الصباح، وربمّا إلى المساء، إلى أن يكتشفوا أمر موتي، ستصلُ رسائل كثيرة إلى علبة الوارد وأجملها تلك التي تقول:
أوّاهُ، لم يرَ أيلولَ هذا العام... يا للمسكين.

اقرأ/ي أيضًا:

الكثيرُ من كلِّ شيء

صحافة اليوم القديمة