21-سبتمبر-2016

السيسي خلال كلمته في الأمم المتحدة (Getty)

اللافت في تغطية زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى الأمم المتحدة، أن كل صحيفة أخذت منها ما يخصها. صحف القاهرة، المؤيدة للسيسي، نشرت أخبار لقاءاته، وكلمته، وتحركاته، واحتفاء أقباط المهجر به.

اللقاء الأكثر حميمية للسيسي في نيويورك كان لقاءه بالمرشح الأمريكي دونالد ترامب، فيما بدا أن كلا منهما قد وجد الشخص الذي سيتفهمه

على الجانب الآخر، اهتمت الصحف المعارضة للسيسي بـ"الزفة البلدي" التي رافقته، واللقطات المسيئة في لقاءاته بالرؤساء، والملوك، والرؤساء المحتملين، دونالد ترامب وهيلاري كلينتون.

اقرأ/ي أيضًا: 173 تمويل أجنبي..انتقام أمن الدولة من الحقوقيين

رسائل "السيسي"

حمل "السيسي"، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، رسائله إلى جميع أطراف اللعبة، دعا لـ"الحل السياسي" في سوريا، الذي يبقي على بشار الأسد رئيسًا بينما يتعايش الآخر تحت يده، وأيّد "حلّ الضرورة" في ليبيا، الذي يقوده -الآن- خليفة حفتر، لأنها، وفقًا لقوله، تعيش وضعًا دقيقًا وأزمة سياسية كبيرة.

وقصد "السيسي" إسرائيل، حكومة وشعبًا، برسالة "خارج النص" طالب فيها بوقف فوري للحرب، والوصول لحل للقضية الفلسطينية لتحقيق مزيد من الأمن والاستقرار لـ"الجانبين"، وهو "حل الدولتين"، الذي تعامل معه "السيسي" في أكثر من مناسبة باعتباره قضيته.

لم ينسَ "السيسي" تلميع تجربة القاهرة في عهده، فقال إن شعب مصر استطاع تحقيق الاستقرار وحماية الدولة ومؤسساتها، لتستمر كما كانت -دومًا- ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وعلى طريقة "مش أحسن ما نبقى زي سوريا والعراق"، عرج إلى أزمات المنطقة التي نجت منها القاهرة.

قلق "الحقوقيين"

لم تخلُ الزيارة من مطبات، لم تتطرق إليها صحف القاهرة، ففي الوقت الذي كان يتغنّى فيه "السيسي" خلال لقائه بفضائية "بي.بي.إس" الأمريكية بمقدار الحرية والديمقراطية المتوفرة للإعلام المصري، بينما هو لا يقدم الحقيقة بشكل كامل (والكلام للرئيس المصري).. عبّرت الأمم المتحدة عن "القلق الشديد" من قرار تجميد أموال نشطاء حقوقيين مصريين، ومنعهم من السفر، عبر مفوضية حقوق الإنسان.

وأضافت في البيان: "القرار يفتح المجال أمام ملاحقة جناية للحقوقيين، الذين يمكن أن يتعرّضوا لحكم بالسجن المؤبد حال إدانتهم".

اقرأ/ي أيضًا: مشهلاتي الحكومة..برلمان مصر يستهزئ بالدستور

مطبات "هيلاري"

تعمَّدت هيلاري كلينتون، خلال لقائها بـ"السيسي" في نيويورك، على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن تكشف -على لسان مصادر مقرَّبة منها- عن النقاشات التي جرت في الاجتماع المغلق، خاصة أن جهاز المراسم المصري منع الصحفيين من الحضور لأكثر من دقيقتين.. ما أثار استياء الصحفيين.

وأشار مقرَّبون من "كلينتون" إلى أنّ الاجتماع شمل نقاشات حول مكافحة الإرهاب، والاقتصاد، وداعش، وحقوق الإنسان في مصر، واعتقال آية حجازي، المصرية التي تحمل جواز سفر أمريكيًا، على خلفية عملها في منظمة مجتمع مدني لرعاية الأطفال، مطالبة بالإفراج عنها.. وهو الطلب الذي قدَّمته وسائل إعلام أمريكية أخرى تزامنًا مع الزيارة.

دعوة "ترامب".. المحتملة

ربما اعتبر لقاء "السيسي" بمرشحي الرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، ودونالد ترامب، من وجهة نظر أغلب المراقبين أهمّ من كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة.. فلم يجرِ هذه اللقاءات أي رئيس غيره.. ورغم "الشد والجذب" في لقائه بـ"هيلاري"، فهو يحمل لها إثم دعمها للإخوان، وهي تحمل له ذنب انقلابه عليهم، كان لقاؤه "ترامب" ملفتًا وحميميًا أكثر.

فالمرشح الرئاسي الأمريكي أبدى -في أكثر من مناسبة- إعجابه بالسيسي، وتوافقه معه في الموقف ضد الإرهاب. وطرحت وسائل إعلام أمريكية علامة تعجب حول التقارب، وما وراء اللقاء الذي جمع رئيس دولة عربية ذات أغلبية مسلمة، وسياسي عرف بتصريحاته العنصرية ضد المسلمين (وصلت إلى حد المطالبة بحظر دخول المسلمين إلى أمريكا!).

وقال بيان صدر عن حملة "ترامب" إن "محاربة الإرهاب كانت محور محادثات السيسي والرئيس الأمريكي المحتمل خلال اجتماعهما"، وعبَّر "ترامب" عن دعمه للحرب التي تخوضها مصر على الإرهاب، مؤكدًا على أن الولايات المتحدة "ستكون صديقًا وفيًا يمكن أن تعول عليه مصر، وليس مجرد حليف"، مع تعهّد بدعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض "لو" نجح في الانتخابات الأمريكية.

السخرية من "الوفد المرافق"

سخر عدد من السياسيين والنشطاء من الوفد البرلماني والإعلامي والسياسي الضخم المرافق لـ"السيسي" في زيارته التي بدأها إلى الولايات المتحدة، الأحد، للمشاركة في أعمال الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

بدأت السخرية بالسيارة الليموزين، التي اصطحبها مصريون لتحية "السيسي" في شوارع نيويورك، وانتهت بمغادرة المؤيدين الذين حضروا في أوتوبيسات تابعة للكنائس الأرثوذكسية بنيوجيرسي قبل إلقائه كلمته بمقر الأمم المتحدة.. رغم أن الحضور وقت إلقاء الكلمة هو الهدف الأساسي من الحضور.. ونقلت صحف مصريّة أن السبب وراء المغادرة هو ارتباط "الباصات" بموعد عودة إلى "جيرسي" في الثالثة عصرًا طبقًا لاتفاق الكنيسة مع شركة النقل.

ولم تخلُ مواقع التواصل الاجتماعي من "كوميكسات" تسخر من بعض ردود فعل "السيسي".. ركزت بالدرجة الأولى على نظرته لأعلى.. إلى شيء غير معلوم.. التي تكررت في أكثر من مؤتمر ومناسبة ومحفل دولي.

اقرأ/ي أيضًا:

أشرف مروان..كيف تجاهلت إسرائيل جاسوسها الأثمن؟

ترامب يلحق بكلينتون في استطلاعات الرأي