25-أغسطس-2016

دأب الرّئيس المصري، عبد الفتاح السّيسي، بعد الانقلاب العسكري الذي نفّضه، على محاولة الظّهور بمظهر المخلّص لمصر، مُعيد الأمجاد وصانع الإنجازات، من قناة السّويس الجديدة للمشاريع التّنموية، دائمًا برفقة ومباركة المؤسسة العسكرية، حامية مصر كما يحلو للسيسي تسميتها.

رجال السّيسي احتلّوا المؤسسات جميعًا، في ظلّ كمّ أفواهٍ ممنهجٍ منذ ما بعد الانقلاب، يتخلّله سجن صحفيين ونشطاء سياسيين، واختفاءٌ قسري لعديدين لم يُعرف مصيرهم لليوم

منظومة السّيسي الانتفاعية، تتوزّع على عدد من الصّعد والتّصنيفات، من العسكر للاقتصاد والاعلام، فرجال السّيسي احتلّوا المؤسسات جميعًا، في ظلّ كمّ أفواهٍ ممنهجٍ منذ ما بعد الانقلاب، يتخلّله سجن صحفيين ونشطاء سياسيين، واختفاءٌ قسري لعديدين لم يُعرف مصيرهم لليوم. يسجن نظام السّيسي الشّباب، بينما يتصوّر هو مع نخبة من الشّباب المصري في شرم الشّيخ، أو يركب الدّراجة الهوائية، في محاولةٍ لتقليد الرّؤساء الأجانب، أغفل السّيسي حقيقةً واحدة، أنّهم رؤساء منتخبون، بينما هو رئيسٌ انقلابي تولّى الحكم بعد عزل مرسي، الرّئيس المنتخب بشكلٍ شرعي.

اقرأ/ي أيضًا: أبو هشيمة وياسر سليم.. ذراعا النظام لشراء الإعلام

على عكس توقعاته، سارت الرّياح الاقتصادية بما لا تشتهي سُفن السّيسي، فقناة السّويس الجديدة أثبتت فشلها، وما زاد الطّين بلّة، هو التّنازل المصري عن جزيرتي تيران وصنافير، لصالح السّعودية، وبالتّالي خسارة السّيادة المصرية على المضيق، وتحوّله لمضيقٍ دولي. إضافةً إلى تراجع السّياحة تدريجيًا في مصر نظرًا للأزمات المتلاحقة، كسقوط طائرتي الرّكاب الرّوسية والفرنسية، ومقتل الطّالب الإيطالي جوليو ريجيني في ظروفٍ غامضة، مع كشف صحيفة "فورين بوليسي" عن سيناريو مقتل السّياح المكسيكيين في منطقة الواحات الصّحراوية، والذين قتلوا بفعل غاراتٍ للجيش المصري استهدفتهم، وحاولت الحكومة المصرية الهروب من الاعتراف بالجريمة التي قضى فيها 5 سيّاحٍ على الأقل وجُرح آخرون.

اقرأ/ي أيضًا: السيدة التي قرأت كفي في برشلونة

منذ مرحلة ما بعد الانقلاب، حصل السّيسي على العديد من المنح الإماراتية/السّعودية، وصلت لمليارات الدّولارات، التي تبدّدت دون معرفة الوجهة التي ذهبت إليها، مع كشف صُحُفٍ عالميةٍ عن انهيارٍ أصاب الاقتصاد المصري، كصحيفة الإيكونوميست وبلومبرغ، بالتّرافق مع وثيقةٍ صادرةٍ عن البنك المركزي المصري، تتعلّق بالاحتياطي النّقدي الأجنبي، الذي يدّعي السّيسي ومنظومته الإعلامية أنّه لم يتأثّر، فالبنك المركزي أكّد أن الاحتياطي وصل في نهاية تموز/يوليو 2016 لـ 15.54 مليار دولار أمريكي، مسجّلًا تراجعًا واضحًا عن شهر يونيو 2016، حيث بلغ مجموعه 17.55 مليار دولار، أي بتراجعٍ بلغ ملياري دولار بظرف شهرٍ واحد بحسب البنك المركزي.

بعد اتفاق مصر السّيسي مع بنك النّقد الدّولي على اقتراض مبلغٍ وقدره 12 مليار دولار، يكون السّيسي رسميًا قد خطا خطوةً لم يخطها أسلافه، أي رهن الاقتصاد المصري لإرادة بنك النّقد الدّولي، في محاولةٍ منه لترميم الأضرار التي تعانيها مصر بسبب سياسته الاقتصادية، وإدخاله البلاد في أزمة تضخّمٍ وزيادةٍ في البطالة، حيث تقول الإحصاءات إن نسبة البطالة بين الشباب قفزت إلى 26% وبلغ عجز الميزان التجاري حوالي 7% من إجمالي الإنتاج المحلي وعجز الموازنة 12%، على الرّغم من حصوله على ما يقارب ال 40 مليار دولار من دولٍ خليجيةٍ صديقةٍ له، بدّدها على مشاريع تشبه في مضمونها سجّادته الحمراء، مشاريع كبيرة بنتائج صفرية.

القطاع الزّراعي في مصر يتدهور، القطاع الصّناعي بمعظمه بيد الجيش وأزلام السّيسي، القطاع الإعلامي أصبح بمعظمه بقبضة أحمد أبو هشيمة، رجل السّيسي كما يقال، وأضيف إلى الإعلام شبكةٌ جديدة، هي شبكة DNC، والتي تعتبر بحسب النّاشطين، قناة المخابرات، الحريات في مصر في أسوأ حالاتها، المعتقلون بالآلاف ومعظمهم دون محاكمات، نسبة الأميّة وصلت لـ 25%. أما خطوات السّيسي للحلّ، إلى جانب الاقتراض من البنك الدّولي، تجلّت بالخبر الذي أوردته صحيفة "لا تريبيون"، عن شراء السّيسي 3 طائراتٍ فرنسية لضمّها إلى موكب الرّئاسة الجوّي، الذي يتكوّن أصلًا من 24 طائرة، ويعتبر من أكبر المواكب الجوّية في العالم، مع أن السّيسي نفى الخبر، لكن الصّحيفة أكّدته، لتؤكّد بدورها من حيث تقصد أو لا تقصد، أن السّيسي يعاني عقدةً فرعونية، تدفع ثمنها مصر، والاقتصاد المصري.

اقرأ/ي أيضًا:
الـ sms التي وصلت إلى كل الطغاة
الانقلاب التركي ظهر قبل 4 شهور من حدوثه