18-نوفمبر-2016

الرئيس الفرنسي السابق والمرشح الرئاسي الحالي نيكولا ساركوزي (Getty)

شهد الأسبوع الماضي أخبارًا حاسمة فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجري في العام المقبل. فقد أعلن وزير الاقتصاد السابق، إيمانويل ماكرون، بشكل رسمي ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2017.

صرح رجل أعمال فرنسي لبناني أنه سلم ثلاث حقائب مالية من القذافي، تضم 5 ملايين يورو، إلى ساركوزي لتمويل حملته الرئاسية في 2007

وقد تزامن الخبر مع تصريح رجل الأعمال اللبناني الفرنسي، زياد تقي الدين، أنه سلّم أمولًا ليبية إلى نيكولا ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق الذي يعتزم الترشح مجددًا إلى الرئاسة.

كان الأسبوع نفسه قد شهد الإعلان عن فوز المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، الذي يلهم نجاحه مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف التي يثير ترشحها للانتخابات المقبلة عاصفةً من التخوفات لدى الأقليات الفرنسية.

اقرأ/ي أيضًا: هل تحكم الشعبوية المجتمع الغربي؟

الوزير الشاب

إيمانويل ماكرون (38 عامًا) وزير الاقتصاد الفرنسي، الذي أعلن استقالته من حكومة فرانسوا هولاند، في 31 آب/أغسطس الماضي، أعلن في تجمع بين أنصاره في ضاحية باريس، يوم الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني، رسيمًا عن ترشحه للانتخابات الفرنسية في ربيع 2017.

منذ تأسيسه حركة "ماضون قدمًا" (حوالي ثلاثة آلاف مناصر)، في نيسان/أبريل الفائت، لمعارضة بعض السياسات الاشتراكية الرئيسة في فرنسا، تحت شعار "لا يمينية ولا يسارية"، مرورًا بمغادرته الحكومة، لم تتوقف التكهنات بشأن تطلع ماكرون إلى رئاسة فرنسا.

بمساعدة هولاند، استطاع ماكرون، وهو مصرفيّ ثم مستشار سابق في عهد ساركوزي، الانخراط في الحكومة، على الرغم من عدم عضويته في الحزب الاشتراكي أو انتخابه لأي مقعد. لكنه لم يمتنع منذ الأيام الأولى من توليه الحقيبة الوزارية عن إظهار خلافه مع سياسات الحكومة اليسارية.

وبينما يتهم ماكرون الأجهزة والأحزاب السياسية الفرنسية بالتكلس والشيخوخة وأنها "تشل قدرتنا عن المضي قدماً"، وتنتمي "إلى القرن الماضي"، ينظر قطاع من اللاعبين السياسيين، خصوصًا اليسار، إلى ماكرون باعتباره رمزًا آخر للتحول اليساري نحو الليبرالية، والاستسلام إلى "الإغراءات الشعبوية"، على حد تعبير مانويل فالس رئيس الحكومة الحالية. كما يعتبره البعض في سن لا تسمح بتقلد المسئولية الرئاسية.

اقرأ/ي أيضًا: هل فازت مارين لوبان بالانتخابات الأمريكية؟

شبح القذافي يطارد ساركوزي

في 22 آب/أغسطس، أعلن الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي (61 عامًا)، عن اعتزامه الترشح مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية. لكن يبدو أن مرشح يمين الوسط، الذي يُطرح من قِبل أنصاره بوصفه الرجل القوي القادر على توحيد الفرنسيين ومواجهة الإرهاب، سيكون عليه الدفاع عن نفسه أكثر من الحديث عن برنامجه.

صرح رجل الأعمال اللبناني الفرنسي، زياد تقي الدين، في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، إلى موقع ميديابارت الاستقصائي الفرنسي، أنه سلم ثلاث حقائب مالية، تضم ما يقدّر بـ 5 ملايين يورو، إلى ساركوزي وأحد معاونيه بهدف تمويل الحملة الرئاسية للأول. وذلك على ثلاث مرات، أواخر 2006 ومطلع 2007.

وكان المدعي العام الفرنسي قد أعلن، في أيلول/سبتمبر الماضي، أن ساركوزي سيخضع للمحاكمة بتهمة التمويل غير المشروع لحملته أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2012.

من جهته، لا يكف ساركوزي، الذي تولى رئاسة فرنسا بين عامي 2007-2012، عن نفي هذه الاتهامات، التي تشتمل أيضًا على سوء استخدام للسلطة، ووصفها بـ "الخطوات الانتقامية" التي تقوم بها بقايا النظام الليبي السابق بسبب دفعه نحو إنهاء حكم القذافي عن طريق التدخل العسكري عام 2011. وكانت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني قد أصدرت تقريرًا، في أيلول/سبتمبر، يفيد أن التدخل العسكري، بقيادة بريطانيا وفرنسا، "لم يستند إلى معلومات استخباراتية دقيقة".

صرحة المرشحة المحتملة للرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية أن " ترامب استطاع أن يجعل المستحيل ممكنا"

لوبان أيضًا قد تفعلها

يشير مراقبون إلى أن فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية سيساعد على تعزيز الخطابات والتنظيمات اليمينية الشعبوية في أوروبا، لا سيما فرنسا.

وهو ما أكدته مارين لوبان، زعيمة الجبهة الوطنية في فرنسا، في لقاء - قبل أيام، أثار استياءً عند كثير من البريطانيين - مع بي بي سي، حين قالت "إن ترامب استطاع أن يجعل المستحيل ممكنًا".

كذلك أضافت صاحبة الوجه الأكثر عداءً للمهاجرين في فرنسا والمرشحة الرئاسية المرتقبة: "إذا كان لي أن أعقد مقارنة مع فرنسا فحينها سأقول نعم أتمنى أن يقلب الشعب في فرنسا الطاولة التي تلتف حولها النخب لتقتسم ما يجب أن يكون للشعب الفرنسي".

وسط الاتهامات التي تلاحق ساركوزي، وفشل إدارة هولاند في إدارة الأزمة الاقتصادية والأمنية التي تعانيها البلاد، يُرجح البعض كفة لوبان على الأحزاب التقليدية الفرنسية، في حين يرى البعض الآخر أن المقارنة مع الولايات المتحدة لا تصح، لأن ترامب، في التحليل الأخير، قد ترشح عن حزب تقليدي، هو الحزب الجمهوري.

اقرأ/ي أيضًا:

هل حان دور فرنسا للخروج من الاتحاد الأوروبي؟

 ماذا لو فازت لوبان برئاسة فرنسا؟