12-يونيو-2016

الأمن الجزائري يعتدي على تظاهرة في العاصمة 2011 (Getty)

يظهر أن الرئيس بوتفليقة، 1937، أجرى تعديلًا حكوميًا جزئيًا، فقط ليقال إنه موجود ويتحكم في الأمور، والدليل أنه يُدخل وجوهًا في الحكومة ويُخرج أخرى، فيخاف من هم داخلها ويلتزموا حدود الطاعة، بعد أن شاع أن بعض الوزراء ينسقون مع أطراف فرنسية، من غير العودة إلى محيطه الحاكم، ويطمع من هم خارجها في الدخول إليها، فيضاعفوا إبداء الولاء له وتزكية سياساته "الرشيدة".

ألم يكن لائقًا بالرئيس الجزائري استغلال خطوة التعديل الوزاري لإعفاء وزيرة التربية، بعد فضيحة شهادة البكالوريا؟

وإلا ما معنى أن يُعيّنَ السيد بوعلام بسايح وزيرًا وممثلًا شخصيًا له، وهو الذي تجاوز الثمانين، من مواليد 1930، فصار أن يركب سيارة من بيته إلى مقر الرئاسة صعبًا عليه، فكيف بأن يركب طائرة ويسافر إلى بقاع الدنيا ليمثل الرئيس في محافلها المختلفة؟ ألم يكن حريًّا به أن يعوّض عن "غيابه" عن هذه المحافل بسبب المرض، بتعيين ممثل شاب ذي قدرة فكرية وجسدية على ذلك؟

اقرأ/ي أيضًا: الامتحانات الثانوية اللبنانية: الغش هو الحل!

ماذا يريد السيد بوتفليقة أن يقول بتعيين هذا الشيخ المسن، والإبقاء على أمثاله داخل مؤسسات مفصلية تدخل مهامها في صميم الرهانات الاستراتيجية للبلاد؟ غير أنه لا يحب أن يكون الاستثناءَ الوحيدَ في المشهد، من ذلك أن عائلة رئيس "المجلس الإسلامي الأعلى" بوعمران الشيخ، من مواليد 1924، كشفت أنه طلب قبل وفاته من الرئيس أن يعفيه من مهامه، لكن الرئيس رفض ذلك وأبقى عليه إلى أن رحل قبل شهر.

ما معنى أن يعين السيد نور الدين بوطرفة المدير العام لشركة الكهرباء والغاز وزيرًا للطاقة، في الأسبوع نفسه الذي عقد فيه ندوة صحفية أعلن فيها عن عجز الشركة بمائة مليار دينار؟ كيف يرقى العاجز عن تسيير شركة في قطاع ما، ليصبح وزيرًا على القطاع كله؟ ثم ما مبرر فصل الطاقة عن المناجم؟ ودمج النقل مع الأشغال العمومية؟ ما معنى أن يضيف وزارة الأشغال العمومية لوزير النقل، تمامًا في الأسبوع الذي شهد حادثًا مروعًا في محافظة الأغواط راح ضحيته العشرات؟

ألم يكن لائقًا أن يستغل الرئيس خطوة التعديل ليعفي وزيرة التربية من مهامها، في ظل فضيحة التسريبات التي مست أسئلة شهادة البكالوريا؟ أكاد أجزم أن التعديل كله وقع بسبب تمرير رسالة أن الرئيس راض عنها، وداعم لها ومتمسك بها، وهو بهذه الإجراءات قال للجزائريين: طوبى للفاشلين/ طوبة لأصحاب الكفاءات.
 
اقرأ/ي أيضًا:

ألو جدة: بن علي سيعود

عقلية المجتمع الذكورية: رامز جلال مثالاً