25-مايو-2016

الثلاثي جبران في حفل سابق برام الله(عصام الريماوي/الأناضول)

وسط "نوتات" العود المخملية، وتحية جمهور خاص، وسكون لا يليق إلا بعشق "سيدة الأرض" فلسطين. وسط جمال معتق من رائحة محمود درويش، صدح عزف العود الفلسطيني، عزف أتقنه الثلاثي جبران على خشبة مسرح محمد الخامس، في العاصمة المغربية الرباط، ضمن اليوم الثالث من فعاليات مهرجان "موازين إيقاعات العالم".

موسيقى الثلاثي جبران صامدة تمس كل الناس، مزيج بين صمود أرض وإتقان عزف، وروح تخيط بين هذا وذاك

اقرأ/ي أيضًا: مهرجان فاس للموسيقى الروحية يكرم "نساء مشيّدات"

في حفلة لا يمكن وصفها إلا بـ"رحلة سفر إلى فلسطين"، أبدع الإخوة الثلاثة، عدنان، سمير ووسام جبران، في أداء أروع ما تغنوا به من ألبوماتهم، على الرغم من الإيقاع الرتيب المشترك بين هذه الألبومات، "أسفار"، و"سوء فهم"، و"تماس"، و"رندنة"، و"مجاز". اختلطت موسيقى ترنيمة العود بمطلع قصيدة "انتظرها"، وانتهت بتصفيق الجمهور على نهايتها: "وانتظرها حتى يقول لكما الليل لم يبق غيركما في الوجود.."، هكذا يتضح كيف عرف الإخوة جبران سبيلهم للانتشار وتوسيع شهرتهم مرتكنين إلى أم الراحل محود درويش، مسقطين أشعاره على ألحانهم في كل مناسبة بسبب أو دون.

كانت بداية الحفلة مع لحن "الشجن"، عنوان معزوفة الجرح الفلسطيني، حيث قدم أبناء الناصرة المعزوفة على أضواء المسرح الخافتة، وتحت تهليل سمير جبران الذي خاطب الجمهور "سنأخذكم في قلوبنا إلى قدسنا، فلسطينكم". لا يمكن ذكر الثلاثي جبران، دون أن تكون روح الراحل محمود الدرويش حاضرة، وهو الذي رافقهم قيد حياته ولمدة 13 عامًا، في أكثر من 30 عرضًا، في معظم دول العالم، وكان له الفضل الكبير في شهرتهم في العالم العربي، في قصائده التي نظمها عن فلسطين تغنى الثلاثي بصمود الأرض.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا مُنعت فرقة مشروع ليلى من دخول الأردن!

عزف الثلاثي جبران في الحفل الذي أحيوه في المغرب أبيات درويش الخالدة، صارت معزوفات غنائية امتزجت بلحن آلة العود وعلى وقع كلمات قصيدة "على هذه الأرض ما يستحق الحياة، على هذه الأرض سيدة الأرض، أم البدايات أم النهايات، كانت تسمى فلسطين. صارت تسمى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة". موسيقاهم صامدة تمس كل الناس، مزيج بين صمود أرض وإتقان عزف، وروح تخيط بين هذا وذاك. شجن فلسطيني مترجم على آلة يتقنها العازف، يشد أوتارها الخمسة، ويحضنها محركًا أنامله، مخلفًا ترجمة لتفاصيل شعب "أم البدايات وأم النهايات"، أرض فلسطين التي تحلم بالخلاص.

لم يفوت الثلاثي الفلسطيني فرصة للاحتفاء بعرّاب العود المغربي، الموسيقار سعيد الشرايبي، الذي غادر إلى دار البقاء قبل أشهر قليلة، حاملين العلم المغربي، كما أنهم أهدوا إلى طفل يبلغ من العمر 5 سنوات أغنية "أهواك" لعبد الحليم حافظ. قبل الحفل عقد الثلاثي جبران ندوة صحفية تحدثوا فيها عن دعوتهم من أجل إحياء حفلة مهرجان "موازين"، فقالوا "نتمنى أن يصفق لنا الجمهور في نهاية الحفل لأننا موسيقيون وليس بصفتنا ضحايا.. فما نصبوا إليه صدقًا هو أن نكون كسائر الناس، وأملنا ممتد في حياة حرة"، وصدق أملهم، وقبل أن ينسدل ستار مسرح محمد الخامس صفق الجمهور عند النهاية شكرًا على "ليلة الإبداع".

اقرأ/ي أيضًا:

أيام قرطاج الموسيقية.. الموسيقى تجوب تونس

ريم البنّا.. مكرمة في قابس