05-أغسطس-2015

أثناء تظاهرة للمطالبة بحرية الأسرى في عمان (أ.ف.ب)

ليس هو المثل الشعبي القائل "الغريق بيتعلق بقشة"، ما يمكن أن يصف حال أهالي الأسرى الأردنيين في المعتقلات الصهيونية، بل ربما البيت القائل "إذا لم يكن إلا الأَسِنَّةُ مركبا... فلا رأي للمضطر إلا ركوبها"، يكون أكثر إنصافا ودقة في وصف حالهم.

لا تزال أمهات الأسرى الأردنيين قيد انتظار تحقيق الوعد الحكومي بزيارة أبنائهن الذي يتكشف فراغه يومًا بعد آخر

وكما "لا رأي للمضطر"، فأهالي الأسرى خيارتهم قليلة في التضامن مع أبنائهم والسعي إلى تحريرهم، خاصة بعد أن أغلقت كافة الأبواب في وجوههم، وكثرت العقبات في درب محاولاتهم وصول المطلب الذي يناضلون لأجل تحقيقه منذ أكثر من عشرة أعوام، سعياً إلى تغذية عيونهم التي أرهقتها دموعهم الحارقة على فراق الأبناء، برؤية من حجزت قضبان سجون الأعداء حريتهم.

عامان ونصف على نكث الحكومة الأردنية، ممثلة بوزارة الخارجية فيها، وعدها لأهالي أكثر من 25 أسيراً أردنياً في المعتقلات الصهيوينة بتأمين زيارة لأبنائهم، هذا الوعد الذي لم يأت بمبادرة حكومية أساساً، بل جاء بناء على تحركات قام بها أهالي الأسرى الأردنيون منذ آب/أغسطس 2013، والتي جاءت تضامنا مع خوض أبنائهم لمعركة الأمعاء الخاوية من أجل الضغط لتحقيق مطالبهم، والتي تتربع زيارة أهاليهم لهم على سلم أولوياتها، وهذا الوعد لم يتحقق بعد.

ويقول الناطق باسم أهالي الأسرى الأردنيين، شاهين مرعي، وهو شقيق الأسير منير مرعي، "الأمل بزيارة أبطالنا بالاعتماد على وعود الحكومة الأردنية، بات مفقوداً تماما، وعيوننا اليوم تتجه نحو حركات المقاومة في غزة لكي تقدم للأسرى ما تعودوا عليه منها".


ولم يأت هذا التعويل من فراغ بحسب مرعي، الذي يؤكد على أن أهالي الأسرى "على يقين كامل بأن المقاومة الفلسطينية قادرة على انتزاع حقهم". إذ تجاوز أمل الأهالي بالمقاومة تأمين زيارة لأبنائهم، بل الإفراج عنهم. "ضحكنا على أنفسنا بأن حكومتنا غيورة على أبنائنا لم نكن نعلم بعد بأنها لا تنظر إليهم"، يقول مرعي عائدا بذاكرته إلى وقفاته هو وباقي أهالي الأسرى أمام رئاسة الوزراء تارة وأمام وزارة الخارجية تارة وأمام الديوان الملكي تارات أخرى يستنجدون بإنقاذ أسراهم أثناء معركة أمعائهم الخاوية.

فالوعد الذي قدمته الحكومة الأردنية  بناء على شروط تعليق الأسرى لإضرابهم عن الطعام، كان وعدًا هامًا بالنسبة لأهالي الأسرى، والعديد من الأمهات أعددن حقائب سفرهن منذ عامين ونصف، وجمعن ما تيسر من صور الأبناء والأخوة والأصدقاء كي يتعرف أبنائهن إلى عائلاتهم، ولا زلن قيد انتظار تحقيق الوعد الذي يتكشف فراغه يومًا بعد آخر.