28-سبتمبر-2015

لا يزال وليد الحسين معتقلًا(موقع الراكوبة)

ثلاثة أشهر، هي المدة التي قضاها وليد الحسين في السجون السعودية. المدون السوداني الشاب ومؤسس موقع "الراكوبة" الالكتروني الشهير في السودان، لا يزال مصيره غامضًا.

في منتصف تموز/يوليو الماضي، تم اعتقال وليد من منزله بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية ولم توجه له تهمة رسمية. أشارت بعض التقارير إلى أن السلطات السعودية اعتقلت وليد بإيعاز من حكومة الخرطوم، لأن "الراكوبة" عُرفت كموقع معارض لسياسة البشير، لكن نفت سفارة السودان في الرياض أي تنسيق بالخصوص واكتفت المملكة بالصمت. بأي ذنب حُبس وليد إذًا؟ وهل دفع ثمن معارضته النظام السوداني؟

أشارت بعض التقارير إلى أن السلطات السعودية اعتقلت وليد الحسين بإيعاز من حكومة الخرطوم

للأسف، لا أحد يملك إجابة واضحة ودقيقة تفض اللثام عن أسباب اعتقال مؤسس "الراكوبة". وقد أعلنت قوى المعارضة السودانية تضامنها مع وليد، مطالبة بإطلاق سراحه، أو منحه حرية اختيار المكان الذي يريد الذهاب إليه، في حال كانت المملكة غير راغبة في وجوده على أراضيها. في هذا الإطار، يقول الكاتب والمدافع عن حرية الصحافة في السودان فيصل محمد صالح لـ"ألترا صوت": "إن النظام السعودي قائم على الكتمان وهو لم يعلن حتى عن خبر اعتقال وليد، فما بالك بمبررات ذلك". ويضيف: "لم يخرق وليد الحسين القوانين السعودية والاحتمال الأكبر أن يكون اعتقاله مرتبطًا بمعارضته الشرسة لسياسة البشير".

بمجرد انتشار خبر الاعتقال، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، بحملة واسعة متضامنة مع وليد، ورافضة ترحيله إلى الخرطوم، خشية أن يتعرض للتعذيب من قبل سلطات الأمن السوداني. لكن مكي المغربي، رئيس منظمة الحريات الصحفية، فينظر للقضية من زاوية مغايرة، ويوضح لـ"ألترا صوت": أنه "منذ أن أوقفت السلطات المصرية ندوة الجبهة الوطنية العريضة في القاهرة العام الماضي ثبت تمامًا أن محورًا تدعمه مصر والسعودية والإمارات لن يمنح المعارضة السودانية المساحات التي كانت تنشط ضمنها". وهكذا، لا يفصل مكي حادثة اعتقال وليد عن سياق التحالفات في المنطقة، ويؤكد أن "الخرطوم صارت في وضع أقوى وأقدر على ملاحقة المعارضين في الخارج".

اقرأ/ي أيضًا: السودان.. طعنات الإقصاء

من جانبه، أصدر موقع "الراكوبة" بياناً أشار فيه إلى أن "سياسته التحريرية ترتكز بصورة أساسية على عدم التدخل في شأن الدول، وخصوصاً المملكة العربية السعودية، بجانب أنهم يهدفون الى إرساء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في السودان، والدعوة إلى الشفافية وإفساح المجال للحريات". وجاء في البيان أن وليد الحسين يقيم في المملكة العربية السعودية منذ 15 عامًا بصورة رسمية، ويعمل في وظيفة ثابتة بناء على تلك الإقامة، كما أنه ليس متفرغاً للعمل في موقع "الراكوبة". وبدا للجميع أن البيان حاول أن يبعد عن وليد تهمة إدارة وتوجيه الموقع بشكل مباشر وإن لم ينفي صلته به.

لا يستبعد فيصل محمد صالح أن "يكون مستوى التنسيق بين الخرطوم والرياض والتعاون في ملف "عاصفة الحزم" قد أغرى السودان بتمرير رسالة غير مباشرة للسعودية بإيقاف وليد الحسين". ويضيف: "ربما لا ترغب الرياض في انطلاق عمل معارض من أراضيها لنظام حليف كانت تغض الطرف عنه، ولكن بعد تحسن العلاقات، لم يعد أمامها سوى أن تضع حداً لذلك النشاط".

وفي السودان، أنشأت معظم المواقع الالكترونية بالخارج وبالتالي لا تستطيع هيئة الاتصالات التحكم فيها رغم أن الحكومة السودانية تضيق بأي نقد يوجه لها. ويستبعد الكثيرون أن تقدم السعودية على تسليم وليد الحسين إلى الخرطوم بسبب حملة التضامن الواسعة معه وردود الأفعال التي تلت الاعتقال.

وبالرغم من القلق بسبب ما يشاع عن تعرض وليد لسوء معاملة في السجن وإخضاعه لجلسات تحقيق أمنية مكثفة، إلا أن زوجته دعاء، والتي زارته 3 مرات، تؤكد أن زوجها قد أبلغها أن السلطات السعودية تعامله معاملة كريمة، ولم توجه له تهمة بعد. لكن تواصل وجود وليد خلف القضبان وتسليم الإمارات في السابق معارضين للسودان، يثير مخاوف وليد، الذي لا يحبذ العودة للخرطوم وينشد الأمان لمشروعه الذي أفنى فيه عشرة أعوام كاملة.

اقرأ/ي أيضًا: صحافة السودان.. آه يا أمن