06-سبتمبر-2016

شرطيون إسرائيليون في القدس (أ.ف.ب)

ذكر تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، يوم الاثنين (5 أيلول/ سبتمبر)، أن قفزة كبيرة حصلت على عدد الطلبات التي قدمها مسلمون للانضمام إلى أجهزة الشرطة الإسرائيلية، بزيادة مقدارها 290%  في هذا العام بالمقارنة مع العام الذي سبقه.

ويستقبل جهاز الشرطة الإسرائيلي ما معدله 18 ألف طلب سنويًا، كان عدد العرب المسلمين المتقدمين حوالي 803 متقدمين عام 2013. بينما انخفض العدد في عام 2014 ليصل إلى 687 متقدمًا. وعاد للانخفاض مرة أخرى  في عام 2015 حتى وصل إلى 543. المفاجأة التي حصلت أن عدد المتقدمين تضاعف أكثر من مرة، إذ وصل في عام 2016 إلى 1420 متقدمًا.

عدد المجندين في جهاز الشرطة الإسرائيلية من المسلمين العرب لا يتجاوز 2% من إجمالي المجندين

وحسب ما ورد عن الصحيفة الإسرائيلية، فإن تفسير هذا التضاعف مرتبط بحملة تقوم بها الشرطة لاستقطاب عدد جديد من المسلمين في أجهزتها. ويذكر أن عدد المجندين في جهاز الشرطة الإسرائيلية من المسلمين العرب لا يتجاوز 2% من إجمالي المجندين. وقد وصل عددهم في السنة الأخيرة، إلى 431، من أصل 28663 مجندًا. وهي نسبة أقل 12 مرة بالمقارنة مع نسبتهم من السكان. 

اقرأ/ي أيضًا: "فلسطينيو الداخل" ... خط الدفاع الأول

ويعلق مسؤول مديرية القوى العاملة في أجهزة الشرطة الإسرائيلية، أمير راتزون  للصحيفة المذكورة: "نحن نشهد موجة من الاهتمام في أوساط السكان المسلمين للانضمام إلى الشرطة، ونشهد تحولًا في هذا القطاع السكاني. ونسعى إلى استيعاب هؤلاء المجندين بأكثر كفاءة ممكنة".

وعزت الشرطة الإسرائيلية هذا التطور إلى تحسين الخدمات الذي حدث في الأوساط العربية، إضافة إلى وصول بعض المسلمين العرب إلى مراكز  غير مسبوقة في أجهزة الشرطة. الأمر الذي شجّع بدوره عربًا ومسلمين آخرين إلى الانضمام. إضافة إلى قيامها "بخطوات لتعزيز التوظيف في الوسط العربي، مثل نشر المعلومات، أو فتح مراكز معلومات في المدن والقرى العربية، والبدء بتحضير مساقات لتجهيز المهتمين والمرشحين، من أجل النجاح في الاختبارات" كما صرح ليات تشوفا، رئيس جهاز التجنيد المركزي، للصحيفة العبرية.

ولا تقتصر المشاركة في جهاز الشرطة على المسلمين الذكور، بل تجمع نساء بنسبة ليست قليلة، ووصلت بعض النساء إلى مراكز غير مسبوقة أيضًا في الفترة الأخيرة.

وتقوم الشرطة الإسرائيلية الآن بحملة إعلانية من أجل استقطاب الشباب العرب للتجنيد، وتقوم على غير العادة بإعلانات باللغات العبرية والعربية، من أجل مخاطبة كافة فئات المجتمع في "إسرائيل" حسب ادعاء بعض مسؤوليها.

ويتراوح عدد المجندين السنوي بين 2000 – 2500 مجنّد، ما يجعل هناك رغبة على ما يبدو بتجنيد أكثر للشباب.

اقرأ/ي أيضًا: الإعلام.. جندي لصالح "إسرائيل"؟

ولم يتفاجأ وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد أردان من هذه الزيادة إذ صرح للصحيفة أن "الزيادة الحادة في عدد الشباب الراغبين بالانضمام إلى الشرطة لا يفاجئني، لقد قاتلنا في العام الماضي من أجل تحسين الرواتب بشكل ملحوظ. لجهاز الشرطة مساهمة جدية في الأمن القومي للدولة، والحماية العامة. والاهتمام بالشرطة يجلب مجندين أفضل، ممن يرون الشرطة مكانا ممتازًا للخدمة".

ويبدو ترويج مثل هذه البيانات مُهمًا في حالة مثل حالة "إسرائيل"، في ظل وجود مؤشرات كثيرة على حجم الفجوات الحقيقية. 

وتجدر الإشارة إلى أن الصحافة الإسرائيلية منشغلة بشكل متكرر باستخدام عنوان مشاركة الأقليات في المؤسسات الحكومية، وتوظيفهم من أجل تقديم صورة عن تعددية الدولة، وتسامحها مع الأقليات. ومع هذا فمن نفس الجوانب التي يراد من خلالها إظهار التعددية، مثل الشرطة والجيش والدوائر الحكومية، يجد المراقب أنها أماكن للتمييز والفصل العنصري والاثني، ليس فيما يتعلق بالعرب فقط ولكن فيما يتعلق بالإثنيات المختلفة في إسرائيل، ولعل أوضح أشكال هذا التمييز إضافة إلى التمييز ضد العرب، هو التمييز ضد اليهود الشرقيين. حيث تشير البيانات إلى أن نسبة قليلة جدًا منهم قد تصل إلى رتب عالية في الشرطة والجيش.

ويبدو ترويج مثل هذه البيانات مُهمًا في حالة مثل حالة "إسرائيل"، وفي دولة تعتبر من أوائل الدول في العالم من حيث الفروق الاقتصادية مثلاً بين فئات المجتمع. ويبدو مفهومًا التعلّق ببيانات مثل هذه، في ظل وجود مؤشرات كثيرة على حجم الفجوات الحقيقية. 

اقرأ/ي أيضًا: 

الإمارات وباكستان تشاركان في مناورات بحضور إسرائيل

الحرديم.. مئات آلاف الإسرائيليين وظيفتهم الإنجاب