20-يناير-2016

شباب القصرين يحتجون ويطالبون بالتشغيل (ياسين القايدي/الأناضول)

شهدت محافظة القصرين، جنوب غرب تونس، في اليومين الأخيرين احتجاجات كبيرة على خلفية ملف التشغيل في الجهة. وتعود بداية التحركات إلى وفاة شاب عاطل عن العمل أصيب بصعقة كهربائية إثر احتجاجه على حذف اسمه من قائمة المنتدبين للعمل بإحدى الإدارات.

عمت المظاهرات المنددة بـ"تهميش الجهة وارتفاع نسب البطالة"، أحياء عدة من مدينة القصرين

وعمت المظاهرات المنددة بـ"تهميش الجهة وارتفاع نسب البطالة"، حسب المحتجين، أحياء عدة من مدينة القصرين، واجهت خلالها قوات الأمن المحتجين بالقنابل المسيلة للدموع. كما انضم آخرون إلى عدد من المعتصمين بمقر المحافظة طلبًا للشغل.

وانتقلت الاحتجاجات إلى عدة مدن أخرى في المحافظة، إذ أخلت قوات الأمن مقارها في مدينة تالة، الواقعة شمال القصرين، بعد مواجهات مع التلاميذ والعاطلين عن العمل، كما تعطلت الدراسة ببعض المعاهد فيما شهدت مدينة فريانة مواجهات عنيفة. في هذا الإطار، تحدث بعض شهود العيان لـ"الترا صوت" عن دهس سيارات الأمن لبعض المتظاهرين. هذا وقد انطلقت الاحتجاجات في عدة محافظات أخرى تدريجيًا.

وقد أبدى بعض المحتجين في تصريحات لـ"الترا صوت" "رفضهم لما اعتبروه تسييسًا لتحركاتهم خاصة إثر مشاركة نشطاء سياسيين في المظاهرات ونشر صور لهم على مواقع التواصل الاجتماعي". كما أبدوا تخوفهم من حصول عملية إرهابية أخرى على تخوم المدينة مما قد يضر باحتجاجاتهم.

أبدى بعض المحتجين في محافظة القصرين رفضهم لما اعتبروه محاولات لتسييس تحركاتهم

أما عن المواقف السياسية، فقد كان أغلبها في نفس الاتجاه وتبنت نفس الموقف تقريبًا، فقد عبر رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ومؤسس حزب نداء تونس عن "تفهمه لدوافع الاحتجاجات" وأكد أن "حق الاحتجاج من الحريات المكفولة بالدستور". وأصدرت أحزاب عدة على غرار حركة النهضة وحراك تونس الإرادة، حزب الرئيس السابق، والحزب الجمهوري بيانات بمناسبة الأحداث الأخيرة تساند التحركات وتدعو المتظاهرين إلى السلمية وتطالب الحكومة ببرامج عاجلة لفائدة المناطق المهمشة والتي ثارت سابقًا من أجل نفس المطالب. فيما طالبت أحزاب أخرى على لسان قياداتها وناشطيها بالتدخل السريع من أجل خفض الاحتقان الحاصل في صفوف العاطلين والمناطق الفقيرة.

وعبر عبد الحميد العرباوي، عضو الاتحاد الجهوي للشغل في القصرين، لـ"الترا صوت" عن "مساندة النقابة العمالية للتحركات السلمية لأبناء الجهة وعن دعمه لكل مطالب التشغيل". وأعلن وليد البناني، عضو مجلس النواب عن محافظة القصرين (حزب النهضة المشارك في الحكومة)، في تعليق على حسابه الشخصي في فيسبوك، عن "تبنيه التام لمطالب المحتجين سلميًا واستعداده للاعتصام معهم".

أما النائب أيمن العلوي، عن الجبهة الشعبية، فقد صرح في مداخلته في المجلس النيابي عن استغرابه من موقف المجلس "اللامبالي" وطالب بلجنة تحقيق برلمانية. وطالبت حركة الشعب (حزب قومي) بمؤتمر وطني لمقاومة البطالة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن اجتماعًا حكوميًا، التأم مساء اليوم، وأقر في ساعة متأخرة قرارات تخص جهة القصرين من أهمها توفير أكثر من ستة آلاف موطن شغل بصيغ مختلفة وتمويل مشاريع بقيمة تصل إلى حوالي 3 ملايين دولار لعدد آخر من العاطلين عن العمل. كما تقرر تكوين لجنة وطنية لتقصي الفساد والتسريع بانجاز بعض المشاريع المعطلة وتوفير اعتمادات لتطوير مجالي الصحة والسكن بالجهة، وذلك بعد قرار سابق بإقالة مسؤول مورط في ملف التشغيل بالمحافظة.

اقرأ/ي أيضًا:

هوامش تونس.. جحيم التهريب ولا جنة الدولة

بن علي.. لم يرحل!