26-نوفمبر-2015

ملصق المهرجان

يمثّل مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" احتفالًا للإبداع والتنوير، من خلال أيام تمزق فيها السينما نقاب الظلمات بالحرية والانفتاح في مواجهة غيلان الإرهاب. هي دعوة للحب والفرح والشغف، مقابل كل دعوات الكراهية والعنف.

"أيام قرطاج السينمائية" دعوة تونسية للحب والفرح والشغف، مقابل كل دعوات الكراهية والعنف

سهرة الافتتاح (مساء السبت الفائت) شهدت تكريمات لعدد من المبدعين التونسيين الفاعلين في السينما المحلية والدولية، على غرار المنتجة المعروفة ومديرة الدورة السابقة لـ"أيام قرطاج السينمائية" درة بوشوشة، وتكريم فيلم "تومبكتو" الحائز على عدد من الجوائز العالمية من خلال بعض القائمين عليه من التونسيين، وهم نادية بالرشيد في المونتاج، أمين بوحافة مؤلف موسيقى الفيلم، ومدير التصوير سفيان الفاني. 

استقطاب مائة وخمسين ألف متفرج في الدورة الحالية هو ما يأمله القائمون على المهرجان، رغم الوضع الأمني المتوتر غداة تفجير حافلة للأمن الرئاسي، تفجير لم يفتّ في عزيمة التونسيين الذين واصلوا مواكبة الأفلام المعروضة والتي أصبحت تذاكرها تباع في السوق السوداء لنفادها بعد سويعات قليلة من فتح شبابيك التذاكر، ليشاهدوا ما يناهز الثلاثمائة فيلم موزعين على العاصمة، وعلى اثنتي عشرة محافظة داخل البلاد، إضافة إلى مؤسسة جامعية جامعة، وحتى السجون.

سيتنافس على جوائز الأيام حوالي واحد وثمانين فيلمًا في أقسام مختلفة، هي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي يتنافس على تانيتها الذهبي سبعة عشر فيلمًا. المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية بستة عشر فيلمًا. المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بثلاثة عشر فيلمًا، كما تم استحداث مسابقتين جديدتين، الأولى سمّيت المسابقة الرسمية للعمل الأول الطاهر شريعة (مؤسس أيام قرطاج السينمائية وأبو السينما التونسية) وفيها عشرون فيلمًا، وأخيرًا المسابقة الرسمية "قرطاج للسينما الواعدة" بخمسة عشر فيلمًا.

وستستقبل الأيام ستة وخمسين بلدًا وجنسية من مختلف نواحي الكرة الأرضية، وأعمالًا ستعرض لأول مرة على المستوى العربي والأفريقي على غرار فيلم "نهر بلا نهاية" للمخرج الجنوب أفريقي أوليفيي هرمانيس، وفيلم "على حلّة عيني" للمخرجة التونسية الشابة ليلى بوزيد و"بيتنا" للمالي سليمان سيسي.

يلخص مدير التظاهرة رؤيته لأيام قرطاج السينمائية في ثلاث كلمات "نحلم نتحاور ونتقدم.. ثلاث كلمات تضع مفهوم المشاركة والتجديد في جوهر توجهاتنا". ويضيف إبراهيم اللطيّف مؤكدًا أنه والفريق العامل معه طرحوا على أنفسهم تثبيت "أيام قرطاج السينمائية" في محيطها العربي الأفريقي مع تعزيز انفتاحها على السينما العالمية، تلك التي تشاركهم مشاغلهم المتعلقة بالتحرر وبالتعبيرات الثقافية.

تحتضن "أيام قرطاج السينمائية" المواهب الشابة، وتمثّل وجهًا آخر للسينما المستقلة والمقاومة في بلدان الجنوب

مدير هذه الدورة تحدث عن المنافسة التي تلقاها الأيام بتعدد المهرجانات في المنطقة، والذي يدل على التطور الثقافي والسياسي الإيجابي، وهو تحد في حد ذاته، لذلك اختارت الأ€يام اتباع استراتيجية واضحة ترتكز على ضمان استمرارية المُثل التي قادت المهرجان منذ النشأة والآباء المؤسّسين، عبر احتضان المواهب الواعدة بعيدًا عن سينما النجوم وتشجيعًا في وجه آخر للسينما المستقلة والمقاومة والجيّدة في بلدان الجنوب.

"أيام قرطاج السينمائية" ليست مسابقات فحسب، بل تقترح كعادتها أقسامًا موازية تعرض فيها مجموعة من الأفلام حسب تقسيمات متنوعة، وهي بانوراما السينما التونسية تخصص حصريًا للسينما المحلّية، وتتيح لجمهور المهرجان مشاهدة أحدث أ€فلام واكتشاف رؤى صناع السينما التونسية خلال هذه الفترة الانتقالية التي تشهدها بلادنا وسينما العالم، بتشكيلة واسعة من الأفلام العالمية المنتقاة على أساس جودتها العالية، إثراء وتنويعًا للبرمجة سواء على مستوى الأنماط السينمائية أو المواضيع التي يتم تناولها.

وعلى امتداد الأيام الأولى، ورغم بعض الهنات التنظيمية، فإن المهرجان برهن ولا يزال على أنه منارة هامة في المحيط الإقليمي والدولي يواكبه ويشارك فيه عدد من النجوم الذي لهم صيت على غرار المخرج المالي سليمان سيسي وهو أول أفريقي فائز بجائزة في "مهرجان كان"، وأحمد بدير ورودجر ووترز من فرقة بينك فلويد، وهو في الآن ذاته فرصة وجسر لشباب السينمائيين نحو النجومية، كما كان سابقوهم من الذين مثّلت لهم أيام قرطاج السينمائية فاتحة نحو العالمية.

اقرأ/ي أيضًا:

عدنان الشواشي.. خرائط الغضب التونسي

"أيام قرطاج".. مسرح حقوق الإنسان