08-أكتوبر-2015

أين أصبحت "فاطمة غول"؟ (ألفريدو استريلا/أ.ف.ب/Getty)

"السلطة الفاسدة" هي العبارة الوحيدة التي تليق بمجلسي النواب والوزراء في لبنان، هذا ما يتفق عليه كثيرون. فسوء استعمال السلطة واستخدامها لمصالح شخصية هي صفة أساسية من صفات معظم أهل الساسية في لبنان. لا يرضى المسؤول اللبناني أن يسلم مقعده إلى خلفه، دون قصور فاخرة وطائرات خاصة وأموال في رصيده لا تعد ولا تحصى، جُمعت من الصفقات والمحاصصات المشبوهة التي كشف الإعلام بعضا منها، وعلى حساب المواطن اللبناني الذي يولد وعليه ما يقارب 12 ألف دولار دينًا عامًا.

وعلى وقع الاتهامات الأخيرة بالفساد بين الوزراء والنواب، ليس مستغربًا بأن يسجّل لبنان تقدمًا على لائحة الفساد. التقدم جاء من سيئ إلى أسوأ حيث احتل المرتبة 136 من أصل 177 دولة، وهذا الفساد ظهر على الشاشات اللبنانية بتقارير إخبارية وبملفات عدة.

هُنا عرض لبعض التقارير التي ألقت الضوء على فساد السياسيين اللبنانيين:

سيول نفق مطار بيروت الدولي

بعد أن علق المواطنين داخل سياراتهم لساعات عديدة نتيجة الأمطار والسيول وبرك المياه التي كادت أن تغرق نفق مطار بيروت الدولي وأوتوستراد خلدة والناعمة، بثت قناة الـOTV  تقريرًا يظهر فيه أن النائب غازي يوسف هو المسؤول عن فيضان نفق المطار لأن شركة MEAS التي يديرها منذ العام 2009 هي المسؤولة عن صيانة نفق المطار. إلا أن النائب العام المالي لم يدع على يوسف بالاسم ليقينه المسبق باستحالة انعقاد مجلس النواب لرفع الحصانة عنه. هكذا، جاء الادعاء بالاهمال والتخريب على شركة MEAS كشخص معنوي، وذكر التقرير أن يوسف روج لخسارة تعاني منها الشركة، فيما الوقائع تؤكد وجود استثمار سياسي يجعلها تبدو خاسرة. كما أن القانون اللبناني يمنع الجمع بين النيابة وأي موقع في مؤسسة أو شركة أو إدارة تعود ملكيتها إلى الدولة، وبقي الملف في أدراج مجلس النواب دون محاسبة أحد.

مرفأ بيروت.. وضاعت الملايين!

تحت حجة توسيع أرصفة الحاويات مرفأ بيروت، مرت صفقة "ردم الحوض الرابع". فبعد رفض النقابات العاملة فيه لهذه الخطوة التي تعرض لقمة عيشهم للخطر، بثت قناة الـMTV  تقريرًا يظهر أن إدارة المرفأ قررت توقيع عقد بـ"التراضي" مع شركة "حورية" لتنفيذ المشروع بقيمة 130 مليون دولار من دون دفتر شروط أو مناقصة، فقال أحد الخبراء إن الكلفة الحقيقة لردم الحوض هي 60 مليونًا فقط، ما يوضح أن المبلغ المتبقي سيذهب إلى جيوب السياسيين.

الفساد في مطار بيروت

تعرض الصحافي رياض قبيسي للضرب وتحطيم معدات فريق عمله أمام مبنى إدارة الجمارك اللبنانية في وسط بيروت بعد أن كشف بالوثائق عمليات تهريب تحصل في مطار بيروت على مرأى من جهاز الجمارك المولج بمراقبة عمليات دخول وخروج البضائع الى لبنان، إلا أن السياسيين لم يحركوا ساكنًا، لأن عناصر الجمارك في المرفأ والمطار يحظون بحماية سياسية، حيث بقيت الصفقات والتهريب تعمل بشكل طبيعي إلى يومنا هذا دون حسيب أو رقيب.

فضائح حزب الله المتتالية

بثت قناة "المستقبل" تقريرًا يظهر تورط شقيق وزير شؤون التنمية الإدارية، محمد فنيش، أحد القياديين البارزين في حزب الله، بتزوير توقيع وزير الصحة، علي حسن خليل، لإدخال 100 نوع من الأدوية غير الصالحة للاستخدام، وتم توزيع الأدوية المذكورة منذ 10 أشهر على كافة الصيدليات. كما كشفت معلومات موثقة لتلفزيون "المستقبل" أن شقيق نائب حزب الله حسين الموسوي حاتم الموسوي شكل مع أشخاص آخرين عصابة لسرقة السيارات وتزوير أورواقها، ومن ثم بيعها بطريقة شرعية وقد أوقفت قوى الأمن الداخلي أفراد العصابة في حين توارى الموسوي عن الأنظار. وذكر التقرير أن الشقيق الثاني للموسوي هاشم فار من وجه القضاء بعد تورطه بتصنيع وبيع حبوب الكابتغون المخدرة. وبعد سنة ونصف على توقيف بعض المتورطين، أخلي سبيلهم لقاء كفالة مالية قدرها مليوني ليرة نتيجة ضغوط سياسية.

فساد المحروقات.. مازوت "مضروب" يباع لقوى الأمن

بعد فضيحة شركة "الصحراء للبترول" التي ادعى عليها وزير الصحة أبو فاعور بتهمة تزوير فواتير تسليم المازوت المغشوش بثت قناة الـLBC تقريرًا يظهر فضائح بيع المازوت المغشوش إلى بعض إدارات الدولة وأجهزتها، وجاء في التقرير أن المدعو علي ح. كان يبيع المازوت المغشوش إلى قوى الأمن الداخلي، وأن هذه العملية كانت تتم منذ وقت طويل، كما أن إدارات أخرى كانت تتزود منه ومن بينها مستشفى رفيق الحريري الحكومي بحماية سياسية، كما أشار التقرير أن التحقيق بالملف يتناول أشخاص عدة وسيستغرق وقتًا، وأنه حتى الساعة ليس هناك من توقيفات والملف قد يحمل مفاجآت.

 فضيحة  Imperial Jet 

بثت قناة الـMTV  تقريرًا يلقي الضوء على قضية شركة الطيران Imperial Jet  التي سحب منها الترخيص عام 2009 لعدم التزامها قواعد السلامة العامة. فهذه الشركة التي لجأت الى مجلس شورى الدولة وجاء قراره لمصلحتها، هددت باللجوء الى التحكيم الدولي مطالبة بملياري دولار كتعويض. لكن المفاوضات مع الدولة أسفرت عن تسوية تقضي بان تدفع الدولة اللبنانية 184 مليون دولار كتعويض. القصة ليست هنا، إنما في دخول بعض النافذين الاقوياء إداريًا وسياسيًا على الخط، وسط حديث عن وجود سمسرات وحصص بعشرات ملايين الدولارات. وفي المعلومات أن مراجع قضائية وقانونية رفيعة أكدت لوزراء في الحكومة أن الدولة اللبنانية على حق وليست مضطرة لدفع اي مبلغ حتى لو تم اللجوء الى التحكيم الدولي. ولكن وبسحر ساحر، تم أخيرا سحب ملف شركة Imperial Jet من وزارة العدل إلى وزارة الاشغال، فلماذا؟ ومن يوقف صفقة الـ 184 مليون دولار؟ الجواب عن هذه الفضيحة يبقى برسم الوزراء المعنيين ومجلس الوزراء المعطل.

في الرياضة أيضًا.. حقوق شركات ضائعة

حتى الرياضة في لبنان لم تخل من فضائح الفساد، فحقوق مئات الشركات التي نظمت الألعاب الفرانكوفونيّة عام 2009 لا تزال ضائعة، حيث بثت قناة الـLBC تقريرًا يظهر أن الدولة تقاعست عن دفع 8 مليارات ليرة لبنانية لـ300 شركة ساعدت في افتتاح الدورة السادسة للألعاب الفرنكوفونية في لبنان، بينها فنادق وشركات تأجير سيارات وموزّعو طعام. ست سنوات، من الأخذ والرد والأموال لم تدفع لرعاة الحدث، فأصبحوا هم الحدث، إلى أن قبلوا عام 2013 بتقديم حسومات فتأمنت الأموال من احتياط الموازنة ليتبين لاحقًا أنها لم تتأمن.

فضيحة بواخر جبران باسيل

رغم وعود وزير الطاقة السابق جبران باسيل بزيادة ساعات التغذية الكهربائية، يشهد اللبنانيون انقطاعًا اضافيًا في التيار الكهربائي، والباخرة "فاطمة غول" معطل انتاجها منذ سنوات. بثت قناة "المستقبل" تقريرًا يظهر أن الشخص المسؤول عن مراقبة عمل الباخرة غول يتقاضى راتبه من شركة غول، مما يعني ذلك أن لا حسيب ولا رقيب. يذكر أن مؤسسة كهرباء لبنان اعترفت بتوقف باخرة "فاطمة غول" كليًا عن العمل وأن الباخرة لم تعمل سوى لثلاثة أيام فقط!

الاعتداء على الأملاك البحرية في حارة صخر

فضيحة جديدة بطلها النائب ابراهيم كنعان المتعدي على آلاف الامتار البحرية في حارة صخر، وهو يعتبر هدرًا كبيرًا للمال العام، كما أنه أغفل مناقشة القيمة الحقيقية الأملاك البحرية. وأنه يشغل 3 آلاف متر مربع على الأملاك البحرية بحست تقرير بثته قناة الـMTV.

إقرأ/ي أيضًا:

 كلية الإعلام في لبنان..600 دولار وإلا..
كتاب التاريخ اللبناني.. بيت بطوائف كثيرة
المستشار الإعلامي بالنكهة اللبنانية